صَدَر، في شهر ماي الماضي، عن (منشورات ملتقى الفن) للأديبة المغربية والفنانة المغربية زهرة زيراوي مجموعة شعرية بعنوان "ولأني...". وقد قدّم للمجموعة الشاعر محمد علي الرباوي. ومن هذا التقديم نقرأ:
في مدينة النحاس، ينطفئ المصباحُ في الصدور؛ لتُصبح العينان حجرتين تقودان الشجر إلى البحر المتلاطم الأمواج...
في هذه المدينة لا تصبح العصا حيةً تسعى، ولا ينشق القمر...
مسألةٌ تؤرقنِي : واحد وَ واحد، ما جمعهما؟ سألت بِهذه المدينة أبا الهول، فقال : جَمْعُهُما : اثنان. قلت له : ما الدليل؟ قال : اسأل الحجرتين . سألتهما، فَرَدَّدَتَا النتيجةَ نفسَها.
شَقَّتْ سفينتِي عبابَ البحر. بعد سبعة أيام، أَرْسَتْ هذه السفينةُ بِجزيرة الوقواق. اِلتقيتُ بزهرة برية. سألتها السؤالَ السابق، فردت : إن كنتَ من مدينة النحاس، فالجواب عند أبِي الهول. أمَّا ما أراه فَلَنْ يَتَحَمَّلَه قلبُك، لكن إِنْ صِرْتَ شجرةً بِهذه الجزيرة وافَقْتَنِي في ما أراه.قلتُ كيف لِي أنْ أصير شجرةً وأنا آدَمِيّ؟ قالت: صَاحِبْنِي في سَفَرِي الليلِيِّ بَيْنَ أدغال هذه الجزيرة .
صَاحَبْتُهَا سَبْعَ ليالٍ وثَمانية أيام.
وأنا أسيرُ معها، كنتُ أشعر أنِّي أفقد أعضاء جسمي عضوا عضوا.
صَحَوْتُ. فإذا بِي شجرةٌ مُثْقَلَةٌ أَغْصَانُهَا بِالطيور الصادحة بالفرح. هي طيورٌ كانتْ تَمْلأُ جَبَلَ قَاف.